≡┤ سلسلة : القرآن يصنعكــ├
≡┤ إنّ هذا المخلوقَ الإنسانيَّ لا يعلمُ سرَّ سعادتِه وشقاوتِه
إلا الله خالقُه - سبحانه وتعالى -
قال تعالى:{أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}
وأخبرنا خالقُنا - جلّ وعلا - أننا نجدُ الهدايةَ والرشدَ للسيرِ القويمِ
في حياتِنا الدنيا في كتابِه العظيم،
فقد قال تعالى:{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}
ويقول الشيخ السعدي: وأخبرَ أنه لا ريبَ فيه أي 'القرآنُ الكريم' ولا شكَّ بوجهٍ منَ الوجوهِ،
وذلكَ لاشتمالِه على الحقِّ العظيمِ في أخبارِه وأوامره ونواهيهِ، وأنزلَه مباركاً فيه الخيرُ الكثيرُ والعلمُ الغزيرُ،
والأسرارُ البديعةُ والمطالبُ الرفيعةُ، فكلُّ بركةٍ وسعادةٍ تُنالُ في الدنيا والآخرةِ فسببُها الاهتداءُ به واتباعُه،
وأخبرَ أنه مصدِّقٌ ومهيمنٌ على الكتبِ السابقةِ، فما يشهدُ له فهو الحق، وما ردّهُ فهو المردودُ، لأنه تضمنَها وزادَ عليها،
قال تعالى:{يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ}
فهو هادٍ لدارِ السلامِ، مبينٌ لطريقِ الوصولِ إليها،
وحاثٌّ عليها، كاشفٌ عن الطريقِ الموصلةِ إلى دارِ الآلامِ ومحذّرٌ منها،
وقال تعالى مخبراً عنه:{كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ}
فبين آياتِه أكملَ تبيين، وأتقنها أيّ إتقان،
وفصّلها بتبيين الحقِ من الباطلِ والرشدِ من الضلالِ تفصيلاً كاشفاً للَّبسِ،
لكونِه صادراً من حكيمٍ خبير،
فلا يخبر إلا بالصدقِ والحقِ واليقينِ، ولا يأمرُ إلا بالعدلِ والإحسانِ والبِرِّ،
ولا ينهى إلا عن المضارِّ الدينيةِ والدنيويةِ.
وكان حقيقاً بالعبدِ أن يبذلَ جهدَه،
ويستفرغَ وسعَه في تعلّمِه وتفهُّمِه بأقربِ الطرقِ الموصلةِ إلى ذلك.
فلنعِشْ هذه اللحظاتِ مع تفسيرِ بعضِ آياتِ اللهِ لنتعلمَ ونتفهمَ ├
.
.
وجمعناها لكم في سلسلة: القرآن يصنعكــ
≡┤ملف/PDF├